صناعة البواخر في تركيا تُعتبر واحدة من الصناعات الهامة، ليس فقط بالنسبة لهذا البلد؛ بل وكذلك في كل دول العالم، والسبب هذا يرجع إلى الجهود الكبيرة التي تم بذلها خلال السنوات الماضية للارتقاء بالقوة البحرية التركية منافسةً بذلك أقوى الدول في صناعة السفن والبواخر الحربية، لتحقق بذلك الاكتفاء الذاتي من الحاجة المحلية، وفي الوقت نفسه التمكن من حماية السواحل البحرية من أي تهديدات مفاجئة.
السبب في ازدهار صناعة سفن تركيا
الطبيعة الجغرافية لتركيا في أنها تمثل الجسر الطبيعي الواصل ما بين آسيا وأوروبا، إلى جانب الإطلالة المحيطة على أكثر من بحر منهم (البحر الأسود، بحر مرمرة، بحر إيجة، وكذلك البحر الأبيض المتوسط).
كل هذا ساعد في ارتقاء ونمو صناعة السفن في تركيا لتتمكن من تعزيز الحماية البحرية لها، وذلك من خلال الأحواض المخصصة لبناء السفن المتواجدة في الكثير من السواحل كساحر أنقرة الذي امتاز بوجود الكثير من أحواض بناء السفن الحربية على سواحله.
بداية صناعة السفن في تركيا
ستتفاجأ بالتأكيد بعد معرفة أن أول حوض خصص لبناء السُّفن في تركيا كان في عام 1390م، أي منذ نحو ما يزيد على 600 عام تقريبًا، وكان هذا في عهد الدولة العُثمانية، ولكن كان عام 1455م النقلة الأكبر في تلك الصناعة بعد أن وضع السلطان محمد الفاتح الكثير من قواعد إنشاء حوض القرن الذهبي المخصص لبناء السفن داخل إسطنبول، والذي لا تزال آثاره الحجرية موجودة حتى الآن كأحد المعالم السياحية.
إلا أنه في القرن الـ16 تمكنت تركيا من أن تكون الأكبر في صناعات بناء السفن عالميًا، وفي خلال فترة تأسيس الجمهورية التركية تم التركيز على تلك الصناعة بشكل أكبر وصولًا إلى يومنا هذا.
التطورات في صناعة السفن الحربية في تركيا
باتت صناعة السفن من الصناعات الاستثمارية التي تحقق الكثير من التقدم الملحوظ، وهذا ما يظهر مع أعداد الأحواض البحرية الذي ازداد وصولًا إلى 79 حوضًا مختلفًا، مع العلم بأنه في كل حوض يتم تصنيع السفن والبواخر الجديدة، وكذلك بناء اليخوت الكبيرة والضخمة، أو حتى المراكب الشراعية، ويترافق هذا مع خدمات الصيانة والإصلاح التي تحافظ من خلالها على سلامة السفن وهيكلها، إلى جانب ما تقوم به تركيا من وضع تركيز بالغ في الاستثمار على صناعة السفن الحرية والدفاعية، وهذا ما تحقق من خلال إنفاق ما يصل إلى 1.2 مليار دولار على شركات صناعة السفن في تركيا التي حققت نتائجها بالفعل مع امتلاك قطاع البحرية إلى نحو 112 سفينة حربية، مع العلم بأن أنقرة لا تزال في مرحلة التخطيط لإنتاج نحو 24 سفينة عسكرية جديدة، على أن يكون من بينها 4 فرقاطات، وذلك قبل الذكرى المئوية الخاصة بتأسيس الجمهورية التركية المتوقعة في عام 2023م، على أن تدخل الفرقاطة الأولى الحاملة اسم “إسطنبول” في الخدمة مع حلول عام 2021م، والتي ستكون محلية الصنع بالكامل.
حجم صادرات صناعة السفن في تركيا
يُوجد إحصائيات عديدة تؤكد قدر الزيادة الفعلية في قيم الصادرات البحرية التي تقوم بها تركيا في تصدير القوارب والسفن، فقد بلغت تلك الصادرات نحو 1.4 مليار دولار خلال عام 2017م؛ أي ما يُعادل نحو 0.9% من إجمالي حجم الصادرات بالعام نفسه، والذي بلغ نحو 157 مليار دولار.
ومن المتوقع زيادة حجم الصادرات بالنظر إلى القدرات البحرية الهائلة التي امتلكتها تركيا مؤخرًا، إذ إن هنالك ما يصل إلى 87% من التجارة التي تمر من خلال الموانئ البحرية التركية، مع الزيادة في توصيل خطوط أنابيب الغاز التي تعبر من خلال المياه الإقليمية، ليصبح موقف البحرية التركية أكثر قوة عن السابق.