عدد المصانع في تركيا في زيادة مستمرة، والسبب في ذلك أن الصناعات التركية المتنوعة هي المحدد الأساسي في التقلبات التي يتعرَّض لها الاقتصاد التركي ككل، وهي نفسها السبب الأكبر في النمو المتزايد بإجمالي الناتج المحلي الذي تطور في كل من القطاعات الصناعية والتقنية، وكناتج عن هذا الأمر بدأت الحكومة التركية في تشجيع تلك القطاعات إلى أن وفرت الكفاية المحلية، وبدأت في التصدير إلى كل دول العالم.
بماذا تشتهر تركيا من منتجات؟
عبر الأسطر المقبلة يتم التركيز على أبرز الصناعات التركية التي ساهمت بشكل كبير في زيادة الدخل من خلال الارتفاع الملحوظ في حجم الصادرات، ومن تلك الصناعات كل من:
صناعة السيارات:
بدأت تركيا تهتم بسوق تصنيع السيارات منذ نحو 6 عقود سابقة تقريبًا، وكان هذا من خلال تجميع السيارات بقطع الغيار الأجنبية، ثم بناء السيارات تدريجيًا، وصولًا إلى مرحلة التصنيع الكاملة باستخدام قطع الغيار المحلية، والتي تميزت بالجودة الفائقة في كل من التصميم والأداء العالي، وراعت توفير أقصى معايير السلامة والأمان.
وقد يكون الدليل الأكبر على امتياز صناعة السيارات في تركيا والتي تُشكل نحو 16% من إجمالي الصادرات، ومن ناحية أخرى توفر المصانع والشركات العاملة في هذا القطاع ما يصل إلى 400.000 وظيفة لتقضي بهذا على البطالة.
صناعة السفن في تركيا:
شهدت تركيا كثيرًا من التطورات في قطاع الصناعات الخاصة بالنقل البحري، وهذا لأن عدد المصانع في تركيا القائمة على (بناء السفن، الصيانة، صناعة الأجزاء، إعادة تدوير القوارب) قد ازداد بشكل كبير، وهذا التطور الكبير ساعد تركيا في الفوز بالمركز الرابع عالميًا في مجال صناعة السفن، والدليل الأكبر على هذا التطور الزيادة الملحوظة في الأحواض الخاصة ببناء السفن التي بلغت نحو 79 حوضًا جديدًا، وهذا ضعف ما كانت عليه في عام 2008م، لتتمكن من البدء في تصدير الفائض إلى منطقة الشرق الأوسط.
الصناعات العسكرية:
من المؤكد أن الخطة التي وضعتها تركيا في التخلي عن الواردات الدفاعية بحلول 2023م من المتوقع لها النجاح الفعلي، حيث بالفعل انخفضت الصناعات الدفاعية التي يتم استيرادها من 80% في عام 2002م، إلى 48% خلال الأعوام الثلاثة السابقة، لذا قد تكون 2023م هي السنة التي توقف بها تركيا استيراد الصناعات العسكرية والدفاعية بفضل الاكتفاء الذي تحققه؛ إذ يتم ضخ ما يصل إلى 5 مليارات دولار أمريكي في الصناعات الدفاعية والحربية، ومن اللافت أن أعداد المشاريع الصناعية نفسها في زيادة مستمرة، ففي عام 2002م كان هنالك 66 مشروعًا صناعيًا فقط، ولكن خلال عام 2018م وصل عدد مشاريع الدفاع المتطورة إلى ما يزيد على 600 مشروع، أي نحو 10 أضعاف ما كانت عليه.
صناعات الصلب والحديد:
هنالك العديد من الإحصائيات والبيانات التي تؤكد حجم التطور والتقدم في صناعات الحديد والصلب، إذ إنها ارتفعت بنسبة 15.3% خلال عام واحد، حيث تمكنت تركيا من تصدير ما يصل إلى 73 مليون طن من الحديد والصلب بنوعيه الخام والمصنع في عام 2017م، لتصل بذلك إلى المرتبة الثامنة عالميًا مع توقعات في وصولها إلى مراتب أعلى بالمستقبل.
صناعة التكنولوجيا والعلوم:
انتقالًا من الميادين العملية إلى الميادين العلمية نجد أن تركيا حافظت كذلك على التصدر في مجال التكنولوجيا والعلوم المبتكرة، وباتت الحكومة تشجع الشركات على القيام بالمزيد من البحوث العلمية وخير دليل على هذا ما تحصل عليه “شركة توبيتاك” و”شركة تايك” من تشجيع متواصل للتقدم بهذا المجال المتوقع له الازدهار في المستقبل في ظل اتباع قوانين تركيا المفروضة على كل الصناعات.